ربما كان من الشائعات غير الحقيقية أن مريض الربو، خاصة من الأطفال، عليه أن يتجنب المجهود العضلى والبدنى، وبالتالى لا يستطيع ممارسة الرياضة.
وهذا اعتقاد خاطئ، كما يقول الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة.
ويؤكد مصباح أن ممارسة الرياضة لا تؤثر إطلاقًا على صحة مريض الربو، حيث يمكنه أن يمارس الجرى لمسافات قصيرة وكرة القدم والجولف والسلة والسباحة، التى ثبت أنها تفيد مريض الربو الشعبى.
حيث إن الجو الدافئ والرطب الموجود فى حمامات السباحة يفيد مريض الربو بدلا من وضعة على الأجهزة التى تمده بذلك.
وربما كان من المثير للدهشة أن نعلم أن الكثير من أبطال الرياضة العالميين فى شتى مجالات الرياضة يعانون من بعض أنواع وأعراض الحساسية، على الرغم من هذا مارسوا رياضتهم وتفوقوا وتغلبوا على أعراض الحساسية وما تسببه من مضاعفات.
وعلى سبيل المثال، فالسباحة العالمية "نانسى هوجشيد"، التى فازت بأربع ميداليات فى أولمبياد 1984، كانت تعانى من حساسية فى الصدر أو ربو شعبى.
وتأهلت للأولمبياد قبل أن تصيبها هذه الأزمة التى تسببت فى حدوث ضيق فى الشعب الهوائية وكحة بدون بلغم وانقباض فى الصدر وعدم استطاعتها إكمال التنفس للنهاية وحتى عدم مقدرتها على أن تضحك
وكانت هذه الأعراض تصيبها بعد التدريب الشاق الذى كانت تجريه استعدادا للمسابقة، وأحيانا كانت تصاب بنوبات من الإغماء وكانت هوجشيد تبدأ فى التعب وازدياد معدل التنفس عندها بحثا عن الهواء بعد 5 دقائق من بداية التمرين.
وبدأ الأطباء متابعة السباحة العالمية الموهوبة وتدريبها مع أخذ العلاج اللازم فى موعده ومتابعتها أثناء التمرين وقبل السباحة وأثناءها حتى استطاعت أن تحصل على الميداليات الأربع فى المسابقة دون أن يحدث لها أى ضرر أو مكروه.
ولم تكن حالة نانسى هى الحالة الوحيدة فى هذه الأولمبياد فقد كان هناك ثمانية من بين 126 رياضيًا مشتركين الأولمبياد من الولايات المتحدة يعانون من الربو الشعبى أو ضيق فى الشعب الهوائية.
نتيجة حساسية الصدر، ولم يعوقهم ذلك عن الدخول فى المسابقة والفوز، وكان عدد المصابين بالحساسية أو الربو الشعبى 67 رياضيا من بين 597 رياضيا مشتركين فى الدورة من الولايات المتحدة.
ويضيف الدكتور مصباح، أن مثل هذه المسابقات الأولمبية تحدث فيها اختبارات عشوائية للتأكد من أن اللاعبين المشتركين لا يتعاطون أى نوع من الأدوية المنشطة التى تزيد من مقدرتهم على التنافس والمجهود البدنى والعضلى، لذلك من المهم أن يعطى الطبيب مريضه الرياضى الأدوية الخاصة بالربو الشعبى.
والتى لا تجعله يصبح غير مؤهل ويلغى فوزه إذا اكتشف وجودها فى جسمه من خلال التحاليل الطبية، مثل الابينيفرين مثلا أو الافيدرين أو الكورتيزون وغيرها، وفى الغالب فإن عقار البيوتريل يستخدم عن طريق الاستنشاق من 10: 15 دقيقة قبل النزول إلى المسابقة أو التدريب.
وقد يستخدم معه أيضا "كرومولين الصوديوم"، وهو موسع للشعب الهوائية أيضا ومسموح باستخدامه فى المسابقات الدولية والأولمبية، وما يحدث لهؤلاء الرياضيين يسمى أزمات الربو الرياضى، وتحدث عند الشخص المصاب أساسا بالحساسية إلا أن ممارسة الرياضة والتدريب العنيف يؤدى إلى ضيق الشعب الهوائية وحدوث أزمة الربو، لذلك يجب على الأطباء متابعة هذا الرياضى حتى لا تسبب هذه الأزمات عائقا يمنعه من الفوز وإكمال المسابقة.
ويشير الدكتور مصباح إلى أن حساسية الصدر أو الربو الشعبى لا تعوق الرياضى عن ممارسة رياضته، أيا كانت هذه الرياضة، إلا أنه يجب متابعة هذا الرياضى طبيًا ونفسيًا حتى لا تحدث له هذه الأزمات أثناء التدريب أو المسابقات فتؤثر عليه وعلى معنوياته وقدراته البدنية والنفسية.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع